ocp22

لميسي عبد الناصر يكتب: تغيير النخب وبناء مغرب المؤسسات… رؤى ملكية ودور فاعل للمواطن

0

صدى السمارة/السمارة

يشكل تجديد النخب السياسية وإصلاح المشهد العام إحدى الركائز الجوهرية في فكر وخطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يؤكد باستمرار على ضرورة محاربة الممارسات اللامسؤولة وترسيخ مبادئ الجدية والنزاهة وتكافؤ الفرص.

 

لقد وضع جلالته، في أكثر من مناسبة، الأسس الواضحة لبناء مغرب المؤسسات القوية، مؤكداً أن النتائج الإيجابية تتحقق بالعمل الجاد والمسؤول، لا بالتبريرات أو الاختباء وراء المؤسسات. كما جاء في خطابه السامي بمناسبة عيد العرش سنة 2017:

 

> “عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون إلى الواجهة للاستفادة سياسياً وإعلامياً من المكاسب، لكن الحقيقة أن من يختبئون وراء القصر لتبرير إخفاقاتهم هم الذين لا يتحملون المسؤولية.”

 

 

 

بهذه الرسالة الواضحة، وضع جلالته الحد الفاصل بين ثقافة الإنجاز وثقافة التبرير، داعيًا النخب السياسية إلى تحمل مسؤولياتها بكل صدق ونزاهة، وخدمة المواطن بروح وطنية عالية.

 

إن تجديد النخب لم يعد ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وطنية ملحّة لإعادة الثقة في العمل العام، عبر انتخابات نزيهة وشفافة تُفرز قيادات تحمل مشروعية شعبية حقيقية، وتعبّر عن مصالح المواطنين، بعيدًا عن الحسابات الضيقة أو الولاءات الشخصية.

 

ويقتضي هذا التغيير إشراك الكفاءات الشابة والنزيهة التي ظلت لسنوات مهمشة، وفتح المجال أمام النساء والمجتمع المدني ليكونوا شركاء فاعلين في صناعة القرار، بما يعزز قيم المشاركة والشفافية، ويمكّن من محاربة الفساد والمال الانتخابي.

 

إن بناء “مغرب المؤسسات الفاعلة” كما يريده جلالة الملك، يقوم على تلاقي الإرادة الملكية القوية مع الإرادة الشعبية الواعية، لإرساء قيادة سياسية جديدة قوامها الكفاءة والنزاهة والمساءلة.

 

ولا يتحقق الإصلاح من فوق فقط، بل يحتاج إلى مواطن فاعل ومبادر، يؤمن أن صوته ومشاركته ركيزة في بناء المستقبل. وهنا يبرز دوره من خلال التوعية الإعلامية عبر إنتاج محتوى مبسط على منصات التواصل الاجتماعي يشرح أهمية المشاركة السياسية وحقوق المواطن، وتنظيم ورشات ميدانية بالأحياء لتعزيز الوعي بدور الأفراد في التنمية المحلية.

 

كما يجب خلق فضاءات للحوار والنقاش عبر جمعيات المجتمع المدني لتبادل الآراء وطرح التحديات، وتمكين الشباب والنساء من لعب أدوار قيادية في السياسة والتنمية، إلى جانب تشجيع المراقبة والمساءلة المجتمعية من خلال لجان محلية تتابع تنفيذ البرامج وتطالب بالشفافية.

 

لقد انتهى زمن التوريث السياسي والمصالح العائلية الضيقة، وحان الوقت لأن يتصدر المشهد جيل جديد من الشباب والكفاءات الوطنية القادرة على قيادة التغيير بخدمة الوطن لا المصالح. فالمغرب اليوم يحتاج إلى نخب جديدة بروح المبادرة والمسؤولية، تؤمن أن الإصلاح ليس شعاراً بل ممارسة يومية.

 

إن الضغط الإيجابي نحو الإصلاح يتحقق عبر التوعية المستمرة والمساءلة البناءة، ودعم كل من يملك الكفاءة والإخلاص ليكون صوتاً للتغيير وشريكاً في مسيرة التنمية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس بثبات .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.