صدى السمارة / وكالات
بعد مرور 47 عاماً على اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا، نشرت شبكة “بي بي سي” البريطانية تحقيقاً استقصائياً يُعيد طرح فرضية مقتله، بالاستناد إلى صورة جثة قيل إنها تعود له وُجدت في مشرحة سرّية بالعاصمة طرابلس عام 2011.
التحقيق اعتمد على صورة رقمية لوجه متحلل، التقطها صحفي خلال زيارته المشرحة التي ضمّت جثثاً لرجال قُتلوا قبل عقود. وأكد الصحفي أن ملامح إحدى الجثث كانت قريبة جداً من مظهر الإمام الصدر، مع وجود أثر إصابة في الجمجمة.
وللتثبت من هوية الجثة، استعانت “بي بي سي” بفريق من جامعة برادفورد البريطانية، حيث خضعت الصورة لتحليل بخوارزمية متطورة للتعرف على الوجوه. وأظهرت النتائج تطابقاً كبيراً مع صور الإمام الصدر في مراحل مختلفة من حياته، ما رجّح احتمال أن تكون الجثة تعود له.
إلا أن الغموض ازداد تعقيداً بعد كشف الصحفي عن انتزاعه بعض بصيلات الشعر من الجثة بغرض إخضاعها لفحص الحمض النووي، غير أن هذه العينة فُقدت لاحقاً وفق ما أعلنت جهات لبنانية معنية بالتحقيق.
قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، الذي شوهد آخر مرة في طرابلس الليبية في 31 أغسطس 1978 قبل لقاء مرتقب مع العقيد معمر القذافي، لا تزال موضع جدل واسع. فبينما تشير شهادات عديدة إلى احتمال تصفيته داخل السجون الليبية، تصر جهات سياسية لبنانية على أنه ما زال على قيد الحياة ومحتجز في ليبيا.
تحقيق “بي بي سي” الأخير يفتح الباب من جديد على واحد من أكثر الألغاز السياسية غموضاً في تاريخ المنطقة، ويعيد إلى الواجهة ملفاً شائكاً يربط بين بيروت وطرابلس منذ ما يقارب نصف قرن.